آرثر أمير ويلز.. وريث غيبته الأقدار وأشعل إرثه صراع العروش

السبت، 20 سبتمبر 2025 09:00 م
آرثر أمير ويلز.. وريث غيبته الأقدار وأشعل إرثه صراع العروش آرثر أمير ويلز

محمد عبد الرحمن

تمر، اليوم، ذكرى رحيل آرثر، أمير ويلز (19/20 سبتمبر 1486 – 2 أبريل 1502)، هو الابن الأكبر للملك هنرى السابع ملك إنجلترا والملكة إليزابيث من يورك، كما أنه الشقيق الأكبر للملك المستقبلى هنرى الثامن، حمل آرثر منذ ولادته لقب دوق كورنوال، ثم مُنح فى عام 1489 لقب أمير ويلز وكونت تشيستر، ليُكرّس باعتباره الوريث الشرعى لعرش تيودور الناشئ، وقد عُدّ ميلاده رمزًا للوحدة بين بيت لانكاستر وبيت يورك، إذ كانت والدته ابنة الملك اليوركي إدوارد الرابع.

بدأ التخطيط لمستقبل آرثر مبكرًا؛ فقبل أن يبلغ الثالثة من عمره وُضعت خطط زواجه، وفي سن الحادية عشرة خُطِب رسميًا للأميرة كاترين الأراغونية، ابنة الملكين الكاثوليكيين في إسبانيا، في خطوة لتعزيز تحالف أنجلو-إسباني ضد فرنسا واسكتلندا. كان آرثر متعلمًا جيدًا ويتمتع بصحة جيدة، لكنه ما لبث أن تُوفي بعد ستة أشهر من زفافه في قلعة لادلو بمقاطعة شروبشاير عام 1502، ويُرجَّح أن السبب كان "حمّى التعرق"، بينما نجت زوجته الشابة. وقد أكدت كاترين لاحقًا أن زواجها لم يُستهلك جسديًا.

لم تكد تمر سنة على وفاة آرثر حتى أعاد الملك هنري السابع ترتيب التحالف مع إسبانيا بتزويج كاترين من شقيق آرثر الأصغر هنري، الذي اعتلى العرش عام 1509 باسم هنري الثامن. ورغم أن زواجهما أثمر ستة أطفال، فإن جميعهم توفوا في سن مبكرة باستثناء ماري الأولى، التي وُلدت عام 1516. ومع غياب وريث ذكر، بدأ هنري الثامن في البحث عن حل لما عُرف بـ"المسألة العظمى للملك"، فارتبط بآن بولين وسعى لإبطال زواجه من كاترين.

استند هنري إلى نصوص من سفر اللاويين لتبرير موقفه، معتبرًا أن زواجه من أرملة شقيقه مخالف للشريعة، وأن عدم إنجاب وريث ذكر دليل على لعنة إلهية. وعلى الرغم من تمسك كاترين حتى وفاتها بأنها دخلت زواجها من هنري عذراء، أصرت المحكمة الكنسية على أن زواجها الأول كان مكتملًا، ليصدر قرار إبطاله في مايو 1533. كان ذلك بمثابة الشرارة التي قادت إلى الانفصال التاريخي بين كنيسة إنجلترا والكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

توالت زيجات هنري الثامن بعد ذلك، وتوفي عام 1547 تاركًا ثلاثة أبناء فقط، هم: إدوارد السادس، ماري الأولى، وإليزابيث الأولى. ومع وفاة الأخيرة عام 1603 انتهى حكم أسرة تيودور التي كان يُنتظر من آرثر أن يقود مسيرتها.

ورغم الأثر العميق لغياب آرثر، ظل اسمه طي النسيان في الذاكرة الشعبية الإنجليزية. وفي عام 2002، وبمبادرة من الكاهن إيان ماكنزي، أُعيد تمثيل جنازته في كاتدرائية وورسيستر بمناسبة مرور خمسة قرون على وفاته، في محاولة لاستعادة ذكرى الوريث الذي غيّبته الأقدار، لكن إرثه ظل حاضرًا في التحولات الكبرى للتاريخ الإنجليزي.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة